المفاضلة بين الأنبياء
تقدم تفضيل محمد صلى الله عليه وسلم ثم إبراهيم ثم موسى عليهما السلام، ويشكل عليه حديث صحيح متفق عليه من رواية أبي هريرة : { استب رجلان فلطم المسلم اليهودي -لأن اليهودي قال: والذي فضل موسى على سائر البشر- فجاء اليهودي يشكو إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال صلى الله عليه وسلم: لا تخيروا بين الأنبياء} . وقال في الحديث الآخر: {لا تفضلوني على يونس} فهل يتعارض ما ذكرنا سابقاً مع هذه الأحاديث الناهية عن المفاضلة بين الأنبياء؟
قد سبق أن أجبنا على مثل هذا السؤال، فكان مما قلناه ووجهنا به هذه الأحاديث: أن هذا من باب تواضعه صلى الله عليه وسلم، أو أنه ينهى عن المفاضلة بين الأنبياء إذا أدى ذلك إلى التنقص أو النيل من المفضول، كذلك يقال: إن هذا التفضيل جاء من الله سبحانه وتعالى.